أحوال العلوم
موضوعها
قال و لکل علم موضوع کالعدد للحساب و ربما یقارن أمرا غیره کالمعقولات الثانیة من جهة ما یتوسل بها من المعقولات الحاصلة إلى المستحصلة لهذا العلم و کالکرة المتحرکة لعلم الأکر و ربما یکون أشیاء کثیرة مناسبة کموضوعات علم الکلام أقول لما فرغ من شرائط المقدمات فی البرهان شرع الآن فی البحث عن أحوال العلوم أعنی ما یتوقف کل علم علیه من أجزائه و بیان تناسب العلوم و تباینها إلى غیر ذلک.
و اعلم أن کل علم على الإطلاق یتقوم من ثلاثة أشیاء موضوع و مباد و مسائل فالموضوع هو ما یبحث فی ذلک العلم عن أعراضه الذاتیة أعنی لواحقه التی تلحقه لذاته کالتعجب اللاحق للإنسان لذاته أو لجزئه کالحرکة الاختیاریة اللاحقة له بحسب [باعتبار] کونه حیوانا أو لعرض ذاتی أولی کالضحک اللاحق له بحسب کونه متعجبا و ذلک مثل العدد لعلم الحساب فإنه یبحث فی علم الحساب عن لواحق العدد و عوارضه الذاتیة.
إذا عرفت هذا فنقول الموضوع إما أن یکون شیئا واحدا أو أشیاء کثیرة.
و الأول إما أن یؤخذ على الإطلاق کالعدد للحساب أو مقیدا إما بعرض ذاتی کالجسم الطبیعی من حیث هو متغیر لعلم الطبیعة و کالمعقولات الثانیة من جهة ما یتوصل بها من المعلومات الحاصلة إلى المستحصلة لعلم المنطق أو بعرض غریب کالکرة المتحرکة لعلم الأکر.
و الثانی لا بد و أن تکون متناسبة و وجه التناسب أن یتشارک فی أمر إما ذاتی کالخط و السطح و الجسم التعلیمی إذا جعلت موضوعات الهندسة فإنها تتشارک فی المقدار و هو
- ۰ ۰
- ۰ نظر